خرج الطبيب ليطمأن حسام و اخبره ان كل شئ على ما يرام و لم تحدث اي مشاكل و لكنه بحاجه للراحه على الاقل عدة ساعات قبل ان يسمح له بالذهاب للمنزل
شعر حسام بالارتياح الشديد و طلب من الطبيب ان يسمح له برؤية اخيه
في غرفة ادهم،،، فتح عينيه و ابتسم لحسام بتعب
حسام بلهفه شديده ،، ادهم انت سامعني
ادهم،، اكيد سامعاك انت بتزعق في وداني
ضحك حسام بقلق،، انا اسف و الله مكنتش اقصد كان لازم اوقف الهزار لما قلتلي بس انا سوقت فيها
ادهم بأبتسامة،، انا اول مره اشوفك قلقان عليه، على كده انا غالي عندك اوي
حسام،،، انت عارف انك ابويه مش بس اخويه ،، بابا طول الوقت في الشغل و انت اللي علمتني كل حاجه ، اوعى تخليني اقلق عليك بالشكل ده تاني
ادهم احتضنه بحنان،، بصلي انا كويس اهو بلاش تلوم نفسك على حاجه انت ملكش ذنب فيها،، انت مكنتش تعرف
حسام،، بس دلوقتي لازم اعرف ،، ايه اللي حصل في لندن و دي عملية ايه ؟؟؟؟
ادهم ،، بلاش يا حسام تفتح مواضيع تتعبني اكتر ارجوك
حسام،، لا !!! انا مش قادر اشوفك كده خلاص ،، صدقني محدش حيعرف ارجوك لازم تتكلم عشان ترتاح
نظر ادهم الى اخيه بحسرة و الم ،، اخذ نفساً عميقا و بدأ يقص على حسام ما حدث تلك الليله في لندن
ادهم،، انا كنت شغال على فكره مشروع كانت حتكسر الدنيا ،، كنت بشتغل ليل و نهار و عملت التصميمات و جبت كل التصاريح المطلوبه ،، سنتين شغل ،، كنت بنام اربع ساعات بالكتير في اليوم عشان اقدر اوفق بين شغلي و المشروع و البيت ،، كنت بحكي لشيرين على كل تفصيله فيه و كانت بتبقى طايرة من الفرحه و متحمسه اكتر مني،، و يوم ما خلصتو كان اسعد يوم في حياتي ،، خرجت مع شيرين و سهرنا بره للصبح ،، كانت الفرحة مش سيعاني و،،و،،و
حسام،، كمل وقفت ليه
ادهم،بتوتر،، مش عايز افتكر يا حسام ارجوك
حسام،، و حتهرب لحد امته اتكلم انا عايز اعرف اللي حصل ،، المشروع اتنفذ و له لا؟؟
ادهم بحزن،،، بعد ما خلصتو رحت عشان اعرضو على الشركه المنفذه ،، بس لما رحت قالولي ان المشروع ده قدمو مهندس تاني امبارح و اسمه زياد سالم
حسام صعق من الخبر و قال بصدمة ،،،ايه زياد صاحبك ازاي ؟؟؟؟؟؟
ادهم ،، انا مكنتش مصدقهم ،، زياد ممكن يخون نفسه بس ميخونيش انا، قلتلهم مش زياد اللي يعمل فيه كده ،، رحت شقته زي المجنون و انا حاسس ان الدنيا بتلف بيه و مش فاهم ازاي تعب السنين ده يضيع في لحظة و ازاي ممكن صاحب عمري يخونني ،، كدبتهم كلهم و رحتلو عشان اسألو و لما و صلت و قبل ما اخبط على الباب سمعته بيتكلم مع وحده و بيقولها
زياد ،، خلاص انا من هنا ورايح اسمي المليونير زياد سالم
شيرين،، متنساش ان لولا اني اديتك مفتاح الشقه لما خرجت مع ادهم مكنتش حتقدر تاخد المشروع و تقدمو قبلو
زياد،، مش ناسي يا روحي ده انت وش السعد و خلاص المشروع بقه بأسمي و تقدري تخلصي من ادهم
شيرين،، اخيررا انا كنت قرفت منه و من تعقيداته الزايده و الغيره المصريه بتاعتو دي ،، مش فاهم انه دلوقتي في لندن و الناس هنا هاي كلاس
زياد ،، خلاص بطلي كلام عن ادهم الليله دي بتاعتنا انا و انت و عقبال حفله جوازنا و طلاقك من سي زفت
شيرين بدلع ،، بحبك يا بيبي
انا في اللحظة دي كنت حاسس اني بجد حتجنن كنت عايز اقتلوه و اقتلها ،، رجليا مكانتش شيلاني كنت مصدوم و مش قادر استوعب اني اكتشفت ان مراتي بتخوني مع صاحبي و كمان سرقو المشروع اللي حطيت فيه كل احلامي و حسيت فجأه اني لازم انتقم منهم ،، كسرت الباب عليهم و دخلت و لقيتها في حضنوه ،، هي هربت لما شافتني و انا منظرها معاه خلاني مش شايف حاجه قدامي ،، مسكت زياد و خنقته بأيدي كان نفسي اموتوه و اموتها بس هو لحق نفسه و سحب السكينة بتاعت الاكل وضربني بيها في بطني ....
فاضت عيون ادهم بالدموع و هو يتكلم و لكن حسام حاول ان يحسسه بالتفهم رغم انه كان في قمة الغضب و الحزن على حال ادهم
حسام،، الكلب ،،، الواطي ،، كل ده يطلع من زياد ده طول عمرو بيقول انك اخو و بعدين انت اكيد رميتو في السجن
ادهم ضحك بسخريه ،، لما فتحت عنيه في المستشفى شيرين كانت واقفة جانبي و هددتني اني لو رفعت قضيه على زياد حتحرمني من نادين طول عمري و انا كنت متأكد انها تقدر تعمل كده ببساطه ،، و اضطريت اتنازل عن حقي و قولت اني انا اللي عملت كده في نفسي بالغلط و خرجت من المستشفى من غير ما حد يعرف ،، طلقتها و جيت على مصر بسرعه انا و نادين
حسام ،، كل ده يحصلك من غير ما حد فينا يعرف ،، ليه استحملت حاجه زي دي لوحدك
ادهم،، انا مش قادر استوعب اللي حصل لحد دلوقتي شيرين اللي انا وافقت على كل شروطها و عشت في لندن عشانها ، تعمل فيه كده،، يا ترى هم بقالهم اد ايه مع بعض و انا الغبي اللي واثق فيها ،، تدفقت الذكريات الى رأسه و هو يحاول محاربتها بكبريائه و لكن انهار للحظه في حضن اخيه و بكى بشده و هو يقول،، ليه عملت فيه كده انا عمري ماحبيت حد غيرها لييييه !!!!
كانت الصدمة اكبر من ان يتحملها ادهم لوقت اطول ،،
جرحته شيرين في رجولته و طعنه زياد في ظهره ،، في لحظة واحده اختفت كل احلامه و خسر زوجته و حلم حياته ،،،، كان يبكي بحسره و من كل قلبه في حضن حسام و هو يتذكر زوجته التي حطمت فيه كل معاني الحب و الصديق الذي دمر حلمه و خانه مع حبيبته !!!!!
حسام بدموع،،، اهدى ارجوك اهدى كده مش كويس عشانك
ادهم،، عاد برأسه الى الوراء و مسح دموعه ،، الحمد الله على كل حال
حسام،، ايوا كده ،، انت عندك ثقة في ربنا و الحمد الله انهم اتكشفو قدامك
ادهم بعصبيه،، انا مش قادر انسى منظرها وهي في حضنه مش قااادر
حسام،، والله بكرا تنساها دي واحده متستاهلش انك تفكر فيها ،، انت حبيتها و هي خانتك يبقى هي اللي لازم تفكر فيك مش العكس
ادهم بصوت مخنوق،، انا عايز اخرج من هنا
حسام ،، الدكتور قال بعد شويه مش دلوقتي
ادهم،، انا حاسس اني بتخنق هنا ارجوك خلينا نرجع البيت
حسام ،، بس مينفعش الدكتور،،،،
قاطعه ادهم ،، انا خارج لو مش عايز تيجي معايا حخرج لوحدي
حسام بتفهم ،، خلاص خلاص ،، انا حعدي بكرا و اجيب باقي الدوا
ادهم،، طب يلا بسرعه
ساعده على تغيير ملابسه و اخبر الممرضه انهم سيخرجو من المستشفى و رغم اعتراضها لم يعير ادهم اي اهتمام فقد شعر انه يختنق في هذه الاجواء
.
.
.
في سياره حسام
حسام،، ماما كل شويه تتصل عايزه تتطمن عليك
ادهم ،، بخوف،، هي عرفت حاجه
حسام ،، لا متخافش انا قلتلها انك عندك دور برد جامد، بس انت اقفل الجاكيت عشان الدم ميبانش
ادهم،، هي الساعه كام دلوقتي
حسام ،، حوالي تلاته الصبح
ادهم،، اكيد نادين عامله حفله دلوقتي
حسام،، ايوا ماما قالت انها مش راضيه تنام غير لما انت تيجي
وصلو الى المنزل ووجدو الجميع في الصاله بأنتظارهم
و حتى نادين كانت نائمة في الصاله
ادهم ،، والله مفيش حاجه ليه قلقانين كده
نهله،، يعني انت كويس يا حبيبي و الله كان قلبي حيقف لما رندا قالتلي انك تعبان
مصطفى ،، ازيك يا بني حاسس بأيه
ادهم،، الحمد الله انا احسن دلوقتي
رندا،، كان شكلك تعبان اوي لما خرجتو من هنا
ادهم بأبتسامه ،، انا كويس يا رورو متقلقيش
حسام ،، شفت اهي نودي نايمة هنا مش قلتلك
نهلة ،، فضلت تحاول تصحي نفسها عشان تستناكو بس مفيش فايده
ادهم،،انا حاخدها سريرها
اقترب من نادين ليحملها و لكنه شعر بالالم عندما انحنى و انتبه حسام فذهب اليه بسرعه
حسام،، انا اللي حشيلها انت لسه تعبان
نهلة ،، ربنا يخليكو لبعض يا حبايبي
مصطفى،، عايز حاجه يا ادهم قبل ما ننام
ادهم ،، لا ربنا يخليكو ،، اطلعو استريحو شويه
وضع حسام نادين في سريرها و اصر ادهم ان ينام بجانبها هذه الليله ،، شعر بالدفئ لنومه بجانبها و كأنها تنسيه كل الهموم و الذكريات المؤلمة و اغمض عينيه و غط في نوم عميق
في الصباح استيقظت مريم من نومها مبكرا جدا لكي لا تتأخر و صلت فرضها وقرأت بعض الايات
اماني بنعاس ،، ايه اللي مصحيكي من دلوقتي
مريم،، مش عايزة اتأخر ،، لو اتأخرت دقيقه حسمعلي كلمتين على الصبح و انا مش ناقصه
اماني،، ده اللي اسمه ادهم شكله صعب اوي
مريم بحيره،، مش عارفه انا حاسه انه مخبي حاجه او زعلان من حاجه ،، فجأه تحسي انه تعصب من غير سبب
اماني،،، ربنا يعينك و لو قالك حاجه متزعليش الظاهر انه معقد
مريم،، انا شغلي حيبقى مع نادين و بس و ربنا يساعدني و اقدر استحمل غلاسة بباها
اماني ،، يلا روحي غيري و انا ححضرلك الفطار
مريم،، من امته الدلع ده كلو
اماني،، يعني مش كفايه انك قبلتي تشتغلي عند واحد زي ده عشاني انا و ماما
مريم،، متقوليش كده هو انا ليه مين غيركو في الدنيا
اماني،، ربنا يخليكي لينة يا ميرو يا عسل
وفي تمام الساعة التاسعة رنت مريم جرس منزل ادهم
طرقت مريم الباب عدة مرات ثم فتحت لها الخادمة امينة،، سيده كبيرة في السن و طيبة القلب،، اخبرتها مريم عن سبب قدومها و طلبت منها ان تنادي على ادهم
امينة،، هو لسه نايم
مريم بأستغراب،، بس هو طلب مني اجي الساعه تسعه بالظبط
امينه،، معلش يا بنتي هو مواعيدو مضبوطه بس امبارح رجع متأخر
مريم شعرت بالاحراج و لم تعرف ماذا تفعل
امينة،، ايه رأيك تيجي تشربي معايا القهوة في المطبخ لحد ما سي ادهم يصحى ،، اصل كل اللي في البيت خرجو
مريم بأمتنان،، متشكره اوي
تحدثت مريم مع تلك السيده لفتره طويله ،، كان حديثها ممتع يذكرها بحديث والدتها و شعرت بالاطمئنان لوجودها معها
امينه ،، بما انك حتبقي موجوده معانا كل يوم انا حوريكي البيت و اوضة نادين و اي حاجه تحتاجيها تقدري تسأليني
مريم،، انا متشكره اوي بس ممكن نستأذن من الاستاذ ادهم الاول
امينه،، متقلقيش هو اللي موصيني اوريكي البيت و اعرفك النظام هنا
مريم،، نظام ؟؟
امينه،، ايوا اصل الست نهلة مبتحبش حد يغير نظام البيت ابدا حتى الغدا و العشا بمواعيد بس سي ادهم طيب اوي متقلقيش
ابتسمت مريم بسخريه و قالت في نفسها،، اه ماهو باين انه طيب اداني معاد و حضرته لسه نايم و انا اللي بستناه ،، ايه قلة الذوق دي
شرحت لها امينة عن طباع اهل المنزل قليلا و الاشياء التي تزعج نهلة ثم اخذتها في جوله سريعة في ارجاء المنزل و الحديقة حتى وصلو الى غرفة نادين
امينه،، الساعة دلوقتي عشره تحبي تصحي نادين بنفسك
مريم بفرحة،، اكيد طبعا
امينه ،، الاوضه دي اوضتها ادخلي و انا حروح احضرلها الفطار
مريم،، اوكي شكرا
دخلت مريم الغرفة بحماس لتوقظ نادين و لكن اصابتها الدهشه و الاحراج عندما وجدت ادهم نائم على السرير بجانب نادين ،،
خرجت بسرعه و اغلقت الباب بقوة لا ارادياً و هي تتنفس بسرعه و حمرة الخجل تكسو وجهها
مريم،، ايه ده بيعمل ايه هنا انا شكلي دخلت اوضه غلط
ثم وقفت بجانب الباب بتوتر لا تدري هل يجب ان تدخل مره اخرى ام تذهب من المكان بسرعة
صوت الباب العالي جعل نادين تصحو من نومها و عندما وجدت والدها نائم بجانبها ارتسمت ابتسامة على شفتيها و احتضنته بقووة و هي تقول
نادين،، بابي انت جيت
فتح ادهم عينيه بنعاس و ابتسم لها ،، صباح الخير يا ندوشة
نادين،، صباح النور يا بابي انت لسه تعبان
ادهم،، لا يا روحي انا بقيت كويس
احتضنته نادين بفرحة و لكنها ضغطت على مكان الجرح بدون قصد مما جعل ادهم يصرخ بصوت مكتوم ،، اااه
ووضع يده على بطنه بألم
نظرت اليه نادين بخوف واستغراب
ادهم بألم ،، بالراحة يا نودي
نادين،بصوت طفولي،، انت بطنك بتوجعك
ادهم،، شويه يا حبيبتي
نادين اقتربت من بطنه و قبلته بحنان على مكان الالم كما يفعل هو معها و قالت بفرحة،، انا بوستها خلاث مث حتوجعك تاني
ضحك ادهم من قلبه رغم الالم و احتضنها و قال ربنا يخليكي ليه يا دكتورة نودي
كان ادهم يشعر بالدوار لان الطبيب اعطاه نسبه كبيره من المسكنات الليله الماضيه بالاضافة انه لم ينل قسطاً كافياً من الراحة ،، تمدد على سرير نادين بتعب ثم طلب منها ان تنادي على حسام لانه هو الذي يحتفظ بدوائه منذ الامس
خرجت نادين من الغرفة فوجدت مريم امامها،، تفاجأت كثيرا ثم احتضنتها بفرحة غير مصدقه و بالطبع تفكيرها الطفولي جعلها تسحب مريم من يدها و تدخلها الغرفه
مريم ،، نادين استني بس
نادين بفرحة،، بابي مريم جت
كان الموقف محرج جدا فهي تقف امامه و قد اخفضت رأسها خجلاً و هو مضطجع على السرير مندهش لوجودها في الغرفة
ثم قطعت مريم الصمت بأحراج وقالت ،، صباح الخير
ادهم بتوتر و احراج،، اهلا قصدي صباح النور ممكن تستنيني برا
شعرت مريم بالاحراج الشديد من كلماته فخرجت بسرعه من الغرفه بدون ان تنطق بكلمة و خرجت نادين ورائها
نادين،، انت جيتي تشوفيني
مريم مازالت محرجه من موقف ادهم ،، ها ، ، ايوا انا حجيلك كل يوم و نقعد مع بعض لحد ما بابا يرجع
نادين،، بفرحة لا توصف،، بجد كل يوم
مريم ،، ان شاء الله
في هذ الاثناء خرج ادهم من الغرفة و هو يمشي بصعوبه و يبدو عليه التعب و يحمل بيده ورقه
استغربت مريم طريقه مشيته لانه كان يمشي ببطأ و تعب
ثم مد يده لمصافحتها
شعرت بأحراج اكثر و اكثر و لم تعلق على الموقف
ادهم،،، اااه انت من النوع اللي مبيسلمش و كده ،، حركات مكشوفه اوي على فكره
مريم ،، بغضب ،، تقصد ايه ؟؟؟
ادهم،، مقصدش خلاص خدي الورقه دي فيها كل الاكلات اللي نادين بتحبها و اللي بتكرها وكمان كتبت فيها عنوان النادي لو حبت تروح تقدري تاخديها و السواق موجود ،، اما بقى اللي انا عايزو منك فهو،، هو،،، توقف ادهم عن الكلام لانه شعر بالدوار و حاول ان يتمسك بالطاوله القريبة منه ليستند عليها
مريم تفاجأت و شعرت انه متعب فعلا ،، استاذ ادهم حضرتك كويس و مدت له يدها لتساعده
ادهم ابعدها بحده،، انا كويس ،، ثم اكمل حديثه بصيغة الامر،،
انا عايزك تعلمي نادين على العادات بتاعتنا و كمان مش عايزها تتكلم غير عربي و لازم تعرفي ان هنا في نظام امينه تبقى تفهمك عليه
مريم بضيق،، ايوا هي فهمتني على النظام هنا ،،
ادهم،، انا مش عايز تطلبي اجازات كتير انا مشغول و لازم ابقى متأكد ان نادين معاها حد و انا سايبلك فلوس مع امينه لو خرجتو و احتاجت حاجه
مريم،، بتوتر،، حاضر يا استاذ ادهم فهمت كل حاجه بس هي المدام بترجع امته عشان اضبط مواعيدي معاها
كلمات مريم فجرت غضبه و قال بصراخ،، انت هنا عشان تعملي اللي انا اقولو و بس و اوعي تدخلي في حاجه تاني فاهمة !!! ثم تركها مصدومة و ذهب الى غرفته و الشر يتطاير من عينيه
دمعت عيون مريم و شعرت بالاهانة الشديده ثم مسحت دموعها بسرعه و قالت ،، ماشي يا ادهم يا انا يا انت و انا بقه اللي حعرفك ازاي تعامل الناس بذوق غصباً عنك
قضت مريم يومها الاول باللعب مع نادين و التعرف عليها اكثر و لكنها كانت مستغربه من وجود ادهم في المنزل و عدم ذهابه للعمل
ثم رن هاتفها فابتعدت قليلاً عن غرفة نادين و ردت على اماني
اماني،، انت فين يا بنتي بقالي ساعه بتصل بيكي
مريم،، كنت عامله تليفوني سايلنت ،، خير فيه حاجه
اماني ،، لا مفيش بس انا كنت عايزه اتطمن عليكي ، عملتي ايه مع نادين
مريم،، نادين دي عسل انا حبيتها اوي و هي كمان بتحبني و مبتتعبنيش خالص بس لولا بباها ده كان كل حاجه بقت كويسه
اماني،، ايه هو زعلك في حاجه
مريم،، مفيش حاجه معينه بس هو عصبي اوي و بيتعصب عليه من غير سبب
اماني،، هو فاكر انك خدامه عندو انت شغلك تقعدي مع بنتو و بس مش المفروض يعاملك وحش
مريم،، تعرفي انه قاعد في البيت و مراحش الشغل النهارده ،، الظاهر انه مش بيثق فيه اصلا ،، شكله معقد زي مقلتي و كمان معندوش ذوق
اماني،، لا هو لو مش بيثق فيكي مكانش سابلك بنته
مريم،، ربنا يسهل خلاص انا حروح لنادين و اشوفك في البيت
انهت مكالمتها و استدارت لتعود الى غرفة نادين فوجدت ادهم يقف ورائها !!!!!!!!
مشاعر متضاربه و دخلت الى قلبها في هذه اللحظه المفاجئه، الخوف، الشعور بالذنب ، و الاحراج الشديد من ادهم اللذي سمع كل مكالمتها و كلامها عنه
شعرت انها ستطرد من المنزل في هذه اللحظه و لم تجرؤ على رفع عينيها لتنظر الى وجهه و التزمت الصمت
و يقف ادهم و الشر يتطاير من عينيه و هو ينظر اليها و لكنه لم يقل شئ بل انه تظاهر بعدم سماعه للمكالمه و مر بجانبها و دخل الى غرفته بهدوء دون ان يقول شيئا
وقفت تنظر الى المكان الذي كان يقف فيه مصدومة غير مصدقه ،، كيف يكون هذا نفس الانسان الذي وبخها قبل قليل و لماذا لم يعلق على ما سمعه فهي كانت متوقعه ان تسمع منه كل انواع التوبيخ و الكلام القاسي ،،،
نادين،، مالك يا مريم
مريم بعدم تركيز ،، ها ،، لا لا مفيش حاجه
نادين ،، طب مش حتلعبي معايا
مريم،بتوتر ،، ايوا يلا بينا
مرت الساعات و لم تخرج مريم من غرفة نادين خوفاً من ان تحتك بأدهم مرة اخرى و كانت تسمع بعض الاصوات في المنزل حتى دخل الى الغرفة شخص لم تراه من قبل
حسام،، السلام عليكم
مريم ،، و عليكم السلام
نادين قفزت لتحتضنه،، انكل حسام انا غلبت مريم
حسام و هو يقبلها،، برافو عليكي يا شاطره ثم قال لمريم
انت اكيد البيبي سيتر الجديده
مريم ،، ايوا انا اسمي مريم
حسام بأبتسامه،، اهلا وسهلا انا حسام اخو ادهم ،، يارب تكون نادين مش مغلباكي
مريم ،، لا بالعكس دي هاديه اوي
حسام ،، ان شاء الله ترتاحي معانا
مريم بأرتياح ،، شكرا
حسام ،، اكيد ادهم معرفكيش على العيله ،، اخويه و انا عارفو
مريم،، لا هم مكانوش موجودين لما جيت
حسام،، و لا يهمك يا ستي تعالي انا اعرفك عليهم
خرجت مريم مع حسام بخجل و هي تقول في نفسها
الحمد الله ان فيه حد هنا طايقني ،، ازاي دول اخوات واحد طيب اوي و التاني معدوش ذوق خااالص
عند وصولها الى الصاله كانو الجميع مجتمعين على مائده العشاء
حسام ،، اعرفكو يا جماعه مريم البيبي سيتر الجديده
رحب بها مصطفى بحراره اما رندا و نهلة سلمو عليها ببرود و هم يحدقون بها و بملابسها البسيطه
رندا بصوت خافت ،، ازاي ادهم يخلي بنتو تقعد مع الاشكال دي ،، دي باين عليها بلدي اوي بصي لابسه ايه
نهلة ،، انا عارفه اخوكي بيتعرف على الاشكال دي منين
مصطفى ،، اتفضلي يا بنتي معانا على العشا
مريم بأحراج،، لا متشكره انا شبعانه
حسام ،، احنا مبنقبلش اعذار ،، يلا عشان يبقى عيش و ملح
جلست مريم على المائده بهدوء و هي محرجه من نظرات رندا و نهلة لها ،،، و اصرت نادين الجلوس بجانبها ،، بدأت بإطعام نادين و قد انتبهت ان ادهم لم يكن موجوداً على السفره و لكنها كانت تستمع للحديث الذي يدور بجانبها عنه ،،،،
نهلة،، امال ادهم فين
حسام ،، نايم في اوضتو
مصطفى ،، هو اكل اي حاجه النهارده
حسام،، مش عارف انا لسه جاي حالاً و دخلت لقيتو نايم
نهلة،، انا كمان لما رجعت دخلت اوضتو لقيتو نايم
رندا ،، سيبو يا ماما هو لسه تعبان
نهلة،، هو الدكتور قالك ايه امبارح
حسام بتردد،، هو قال انه دور برد بس جامد شويه
نهلة،، انا قايمة اصحي عايزه افهم منه مالو
حسام بتوتر،، بلاش يا ماما سيبي يستريح ده كان تعبان اوي امبارح
نهلة،، تعبو ده مش من دور برد انا عارفه ابني كويس كلو من اللي اسمها شيرين
مصطفى،، خلاص صفحة و اتقفلت بلاش نجيب سيرتها تاني
قاطعتهم نادين ،، انا حروح اشوف بابي
حسام،، لا يا حبيبتي بابي تعبان دلوقتي
نادين،، الصبح كانت بطنو بتوجعو و مجاش يلعب معايا
مصطفى بأستغراب ،، بطنو بتوجعو؟؟؟؟
نهلة،، انا حاسه ان فيه حاجه
و لكن حسام تدارك الموقف بسرعه ،، مفيش حاجه صدقوني هو محتاج يرتاح سيبو شويه و حيبقى كويس
مريم كانت تستمع لهم و هي تشعر بالذنب لأنها ظنت انه لا يثق بوجودها في المنزل مع نادين بمفردها و لم تكن تعلم انه مريض ثم تذكرت كيف كان يشعر بالدوار صباحاً ،،، و شعرت بالذنب اكثر لانه لم يوبخها على ما سمع في المكالمة ، استأذنت من الجميع بالذهاب الى منزلها و شكرتهم على العشاء و خرجت بسرعه
.
.
.
في طريقها الى المنزل كانت تفكر فيه و تقول في نفسها
يا ترى مين شيرين دي مراتو و له واحده تانيه و ليه بيقولو انها سبب تعبو ،، انا ايه اللي خلاني اقول لاماني الكلام ده و انا في بيته ،، بس هو ليه مكلمنيش و مشي بسرعه ،، الراجل ده غريب بجد و انا مش عارفة افهمه
عادت الى منزلها و ذهبت الى النوم بسرعه لتهرب من الافكار الكثيره التي راودتها
و في الصباح كانت متوتره و خائفة من ان ترى ادهم مره اخرى و ماذا سترد عليه ان ذكرها بكل ما قالته عنه في الامس.........
دخلت المنزل و سلمت على نهلة ثم حسام و ذهبت الى نادين
كان يومها يمر عاديا لعبت مع نادين و علمتها بعض الارقام ،، استمتعت بوقتها جدا خصوصا عندما علمت ان ادهم في الشركه
بعد كم ساعه من اللعب استسلمت نادين للنوم،، فتركتها مريم و جلست في المطبخ و هي تتناول القهوة مع امينة
ثم قاطع جلستهم ادهم و هو يدخل المطبخ
امينة،، هو حضرتك رجعت امته
ادهم،، من شويه
امينه ،، تحب احضرلك الغدا
ادهم،، لا بس اعمليلي قهوة
امينة،، حاضر ،، ذهبت لتصنع القهوه اما مريم فخرجت ورائه الى الممر القريب من المطبخ
مريم،، القهوة من غير اكل مش كويسه على فكره
توقف ادهم عن المشي عندما سمعها و استدار بغضب
قال بعصبيه ،، انت مالك حد طلب رأيك
مريم بتوتر ،، انا اسفه ،، على اللي قلتو امبارح
ادهم،، اقترب منها بسرعه و توتر ،، اسفه على ايه انك قلتي اني معقد و معنديش ذوق تفتكري اني بتأثر بكلام واحده زيك و له حتى افكر فيه ،، لازم تعرفي اني جايبك هنا علشان نادين بتحبك و بس ،، اوعي تتجاوزي حدودك معايا و لا تتدخلي في حاجه تخصني
مريم بعصبيه،، انت بتعمل كده ليه ،، ليه بتعاملني بالطريقه دي و انت متعرفنيش اصلا
ادهم ،، اقترب منها جدا لدرجه انها بدأت تشعر بأنفاسه و امسك ذراعها بقوه و قال بعنف
عايزه تعرفي ليه ، عشان انتو كلكو كده بتحاولو تخلي الكل يثق فيكو و بعدين تخونو بدم بارد
كانت مريم مندهشه من ما يحصل و لا تعرف عن ماذا يتحدث او لماذا ينظر اليها بهذه القسوه
مريم ،، ابعد عني ايه اللي انت بتقولو ده
انتبه ادهم على نفسه فترك ذراعها بسرعه و مشى بخطوات متعثره ليبتعد عنها قدر المستطاع
لم تكن هي المقصوده و لكنه كان يرى شيرين امامه كان يقول تلك الكلمات لشيرين ،، شعر بالحيره و الذنب للطريقه التي تحدث بها اليها فهي لا تستحق ان تعامل بهذا الشكل و خصوصاً انها تهتم بنادين جيداً
اذا حازت الرواية على إعجابكم الرجاء التعليق
ترقبوا الحلقة الرابعه غدا